زرياب .. قديس حياة الترف

من هو زرياب
يلقبونه زرياب و الزرياب هو طائر أسود ذو صوت جميل إسمه الكامل أبو الحسن علي بن نافع الموصلي أخد هذا اللقب ( زرياب) لأنه كان أسود البشرة فصيح اللسان وذو صوت عذب جميل يطرب مسامع الناس
ولد أبو الحسن سنة 173 هجرية بمدينة الموصل العراقية لكنه نشأ وكبر في مدينة بغداد وقد تتلمذ الغناء و الموسيقى على يد أستاذه إسحاق الموصلي.
إسحاق الموصلي هذا كان يحضر  في مجلس الخليفة أنذاك هارون الرشيد وذات مرة طلب منه الخليفة أن يأتيه بمغني جيد ليطرب مجلسه فأحضر له زرياب.
عجب الخليفة هارون الرشيد بزرياب وفرح به  فطلب من أستاذه إسحاق أن يهتم و يعتز به.
الأستاذ دخله الحسد و الحقد من تلميذه ربما خاف من أن يأخد مكانه و مكانته عند الخليفة فهدده بإخلاء بغداد و الإبتعاد عنها و إلا سيغتاله.


رحلة زرياب نحو الأندلس

زرياب المسكين لا حول له ولا قوة فما كان منه إلا أن رحل نحو المغرب العربي ثم بعد ذلك إلى الأندلس.
و كان قد راسل الخليفة الأموي على قرطبة أنذاك الحكم بن هشام  ليجعله أحد خدمه فقبل الخليفة بهذا.

عند وصول زرياب إلى الأندلس وجد أن الحكم بن هشام الذي طلب حضوره قد وافته المنية وتولى عبد الرحمان الثاني الخلافة على قرطبة، لكن هذا لم يغير من الأمر شيء بل على العكس الخليفة الجديد أرسل هو الآخر في طلب زرياب و استقبله أحسن استقبال بل قيل أنه جعل له مسكنا كبيرا وراتبا مهما مقابل الخدمات التي سيقدمها.

المصدر :   https://www.gammalogia.com/2021/09/blog-post_21.html

زرياب في الأندلس

من هنا بدأت رحلة الجوهرة السوداء زرياب أو أبو الحسن فكان له الفضل الكبير في نقل العديد من الآلات الموسيقية للأندلس وكان له الفضل أيضا في تطوير آلة العود فأضاف لها وترا خامسا و جعل أوترها تصنع من مواد جديد كالحرير و أمعاد شبل الأسد و استبدل الريشة الخشبية المستعملة في العزف على العود بريشة مصنوعة من مخلب النسر و الأكثر من هذا أنشأ أول مدرسة لتعليم فن الموسيقى و قواعد اللحن و الغناء سميد بدار المدنيات.
لكل عطاء و فضل زرياب على حضارة الأندلس لم يتوقف هنا بل حسن المطعم الأندلسي بإدخال أطعمة جديد و أنهى نظام الوجبة الواحد فأصبح الطعام يقدم على مراحل المقبلات بعدها الطبق الرئيسي ثم الفواكه و المحليات أو الحلويات.
حتى ميدان الأناقة و التجميل لم يسلم لمسة زرياب فقد علم الناس في الأندلس فن التجميل و العناية بالبشرة و قيل أنه أول من استعمل مزيل العرق، بل حتى أنه أدخل قصات وتسريحات شعر جديد للنساء و الرجال على حد سواء وأحد أهم هذه القصات ما يعرف بقصة الغلمان.
في اللباس كذلك ترك زرياب أثر فقد ساهم في إدخال أنواع جديدة من اللباس و علم أهل الأندلس كيف ينوعون ثيابهم بين الصباح و المساء وبين الفصول حتى لا يكتفون بلبس واحد .
لهذا أطلق البعض على زرياب أو على أبو الحسن قديس حياة الترف ففعلا كان كان له الفضل الكبير في تطوير حياة الترف خاصة في الأندلس